الأحد، 8 مايو 2011

حديثنا عن الحبيب

إننا الليلة على موعد للحديث عن رسول الله  ، وما أحلى أن يكون اللقاء معه ، وما أجمل أن تكون الكلمات عنه

زكَّاه ربه في كل شيء :

زكَّاه في عقله : فقال جل وعلا : ( مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى ) (النجم:2)
زكَّاه في بصره : فقال جل وعلا : ( مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى ) (النجم:17)
زكَّاه في صدره : فقال جل وعلا : ( أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَك َ) (الشرح:1)
زكَّاه في ذكره : فقال جل وعلا : ( وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ ) (الشرح:4)
زكَّاه في طهره : فقال جل وعلا : ( وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ ) (الشرح:2)
زكَّاه في صدقه : فقال جل وعلا : ( وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى ) (النجم:3)
زكَّاه في علمه : فقال جل وعلا : ( عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى ) (النجم:5)
زكَّاه في حلمه : فقال جل وعلا : ( بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ ) (التوبة: من الآية128)
وزكَّاه في كله  فقال جل وعلا : ( وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) (القلم:4)
صلي الله عليه وآله صحبه وسلم ……

ومما زادني فخراً وتيها وكدت بأخمصى أطأ الثـُّرياَ
دخولي تحت قولك ياعبادى وأن أرسلت أحمد لي نبياً


وقد أمرنا الله جل وعلا أن نقتفى أثره وأن نسير على دربه .. وأن نقلده في كل شيء
قال جل وعلا : ( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ) (الأحزاب: من الآية21)

: إن رسول الله  بشر قال تعالى : ( قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ ) ولكنه  لم يكن بشراً عادياً ، فمبلغ العلم أنه بشر ولكنه خير خلق الله كلهم ( قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ)
وهذا هو الفارق أنه  يوحي إليه من ربه جل وعلا .. وهذه هي التي رفعت قدره .. وأعلت شأنه .. ورفعت مكانته عند الله جل وعلا وعند الخلق . ولن تنال شفاعته يوم القيامة إلا إذا اتبعت سنته وسرت على طريقته واقتفيت أثره
 
فقد ثبت في الصحيحين من حديث جابر رضى الله عنه أنه قال :
(( جاءت ملائكة إلى النبي  وهو نائم فقال بعضهم : إنه نائم وقال بعضهم : إن العين نائمة والقلب يقظان ، فقالوا : إن لصاحبكم هذا مثلاً ، قال فاضربوا له مثلاً ، قال بعضهم : إنه نائم ، وقال بعضهم : إن العين نائمة والقلب يقظان ، فقالوا : مثله كمثل رجل بنى داراً وجعل فيها مأدُبةً وبعث داعياً ، فمن أجاب الداعي دخل الدار وأكل من المأدبة ، ومن لم يجب الداعي لم يدخل الدار ولم يأكل من المأدبة ، فقالوا : أوِّلوها له يفقهها ، قال بعضهم : إنه نائم ، وقال بعضهم : إن العين نائمة والقلب يقظان ، فقالوا : فالدار الجنة والداعي محمد  فمن أطاع محمداً  فقد أطاع الله ، ومن عصى محمداً فقد عصى الله ومحمد فرَّق بين الناس )) 

فمن آمن بالحبيب وصار على دربه واتبع سنته نال شفاعة الحبيب يوم القيامة ونال رفقته وصحبته في الجنة ، ومن خالف هدى الحبيب لم ينل شفاعته وحُرِمَ من هذه الرِّفعة وتلك الصُّحبة .
أسأل الله جل وعلا أن يمتعنا وإياكم بصحبته بحبنا له إنه ولى ذلك والقادر عليه .

أما شجاعته  :


فتدبر ما يقوله فارس الفرسان وقائد القواد على بن أبى طالب يقول : كنا إذا حمى الوطيس واشتدت المعركة اتقينا برسول الله 
فكان  إذا دخل أرض المعركة وميادين النزال كان الصحابة رضوان الله عليهم يتقون به شدة الضربات وأنتم تعلمون ماذا فعل النبي  يوم حنين ، وماذا فعل يوم أحد . وماذا فعل النبي  يوم بدر . اللهم صلى وسلم وزد وبارك عليه وعلى آله وصحبه وسلم .
فقد كان  أشجع الناس يقول أنس بن مالك رضى الله عنه :
(( كان رسول الله  أحسن الناس وجهاً ، وكان أجود الناس ، وكان أشجع الناس ، ولقد فزع أهل المدينة ذات ليلة ، فانطلق ناسٌ من قبل ، فتلقاهم رسول الله  راجعا ، وقد سبقهم إلى الصوت .
وفى رواية : وقد إستبرأ الخبر – وهو على فرس لأبى طلحة عُرْىٍ ، في عنقه السيف ، وهو يقول : لن تراعوا ، قال : وجدناه بحراً- أو أنه لبحر قال : وكان فرساً تُبَطَّأُ )) 

أما خلقه  فقد وصفه ربه  بقوله :

( وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) .
تقول السيدة عائشة رضى الله عنها :
(( ما خير رسول الله  بين أمرين قط ، إلا أخذ أيسرهما ، ما لم يكن إثما ، فإن كان إثما كان أبعد الناس عنه ، وما انتقم رسول الله  لنفسه في شيء قط إلا أن تنتهك حرمة الله فينتقم ))1
وعن أنس رضى الله عنه قال :
وعن أنس رضى الله عنه قال :
(( كان النبي  إذا استقبله الرجل فصافحه لا ينزع يده من يده ، حتى يكون الرجلُ ينزع يده ، ولا يصرف وجهه عن وجهه ، حتى يكون الرجلُ هو يصرفه ، ولم يُرَ مُقدِّما ركبته بين يدي جليس له ))

وعنه رضى الله عنه قال :
(( كانت الأمَةُ من إماء المدينة لتأخذ بيد رسول الله  فتنطلق به حيث شاءت )) 

وعن الأسود بن يزيد النخعى رحمه الله قال :
سألت عائشة رضى الله عنها : ما كان رسول الله  يصنع في بيته ؟ قالت : يكون في مهنة أهلة ‘ فإذا حضرت الصلاة يتوضأ ويخرج إلى الصلاة )) 

واسمع إلى أنس بن مالك خادم النبي  يقول :
خدمت النبي  عشر سنين ، والله ما قال لي أفٍّ قط ،ولا قال لشيء لم فعلت كذا ؟ وهلا فعلت كذا )) 
وعن أنس بن مالك رضى الله عنه أيضاً قال :
كان رسول الله  أحسن الناس خُلُقاً ، وكان لي أخ يقال له : أبو عمير – وهو فطيم – كان إذا جاءنا (( قال : يا أبا عمير ، ما فعل النغير ))


، لنغير كان يلعب به فمات ، فدخل النبي  ذات يوم ، فرآه حزينا ، فقال : ما شأنه ؟ قالوا : مات نَغْرُه ، فقال :
(( يا أبا عمير ، ما فعل النُّغير ؟ 
هكذا كان  …. وهكذا كان خلقه 
أسأل الله جل وعلا أن يجعلني وإياكم ممن أحبوا الحبيب واقتفوا أثر الحبيب وساروا على دربه واتبعوا سنته ..



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.