الأحد، 8 مايو 2011

«تربية الطفل في الاسلام»

«تربية الطفل في الاسلام»


ان من شب على شئ شاب عليه غالباً , فمن نشّأ أولاده على الأخلاق الفاضلة والمثل الكريمة في الصغر , سر وانتفع بهم في الكبر وان نعمة الأولاد نعمة كبرى ومنتها منة عظمى أنعم الله بها على من اعطاهم اياها (( المال والبنون زينة الحياة الدنيا )) وان العاقل الذي أوتي هذة النعمة ليدرك أن استقرار هذة النعمة واستمرار أثرها على الانسان في محياه ومماتة بتوجيهها التوجيه الذي أمر الله به في قولة جل ثناؤه ((ياأيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً )) وقولة سبحانة (( وأنذر عشيرتك الأقربين )) والبعد كل البعد عن التساهل والتفريط في شأنها , فانها بجانب كونها نعمه هي في نفس الوقت أبتلاء واختبار للوالدين يقول الله تعالى (( ونبلوكم بالشر والخير فتنة )) ويقول (( واعلمو أنما أموالكم وأولادكم فتنة )

هذا عمر فاروق هذة الأمة ولده عندما دخل عليه وهو مترجل , وقد لبس ثياباً حسانا ,فضربة عمر بالدرة حتى أبكاه , فقالت له حفصة : لم ضربته ؟ قال رأيته قد أعجبته نفسه , فأحببت أن أصغرها اليه . وهذا سفيان الثوري رحمة الله قالت له أمة : " يابني! اطلب العلم وأنا أكفيك بمغزلي "فكانت تعمل وتقدم له ليتفرغ للعلم , وكانت تتخوله بالموعظة والنصيحة , قالت له ذات مرة : " يابني اذا كتبت عشرة أحرف , فأنظر هل ترى في نفسك زيادة في خشيتك وحلمك ووقارك , فان لم تر ذلك , فأعلم أنها تضرك , ولا تنفعك ".

فهل من غرابة بعد هذا أن نرى سفيان يتبوأ منصب الامامة في الدين , وكيف وهو قد ترعرع في كنف مثل هذة الأم الرحيمة , وتغذى بلبان تلك الناصحة التقية ...؟!

لقد أعطى أسلافنا الأوائل عبر حقب التاريخ أمثلة ونماذج رائعة في هذا المضمار تربية وتوجية الأولاد توجيهاً يربطهم بالله , وبشرعة , يؤهلهم للحوق بصالح آبائهم أو شفاعتهم في آبائهم ليلحقوا بهم في الجزاء (( والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بايمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شئ )).

ولكن ياحسرة على العباد , ومع الأسف الشديد ان كثيراً من الناس ممن اُعطوا أولاداً أهملوا هذا الجانب الهام في حياتهم وحياة أولادهم


اهمال المستبدل الأدنى بالذي هو خير , فمنهم من يمسي ويصبح ودنياه همه , وشغلة الشاغل , لايكاد يتلفت الى أولاده ولا من تحت يده ممن استرعاه الا بقدر ما يتلفت به صاحب الحيوانات أو الطيور الى حيواناته ,! يضع لهم كلأ وماء , ولم يدر المسكين أنه بعمله هذا كتارك لباب ذات اللباب النافع وجامع قشوره , وأشر من هذا وأقبح من يأخذ بهم في تربيته لهم الى مايخالف فطرة الله التي فطر الناس عليها , بل ومقتضى ماأمره به تعالى نحوهم (( قوا أنفسكم وأهليكم ناراً )) فيأخذ بهم مأخذ العصيان أو العلمنة ــ والعياذ بالله ــ سواء فعل ذلك هو مباشرة أو أسلم من لا حصانة لديه منهم في عقيدة أو سلوك الى مربي أو مدرسة أو جامعة علم فيها هذا التوجيه .

قال ابن القيم رحمة الله : " من أهمل تعليم ولده ماينفعه وتركه سدى , فقد أساء اليه غاية الأساءة , وأكثر الأولاد انما جاء فسادهم من قبل الآباء واهمالهم لهم وترك فرائض الدين وسنته , فأضاعوهم صغاراً فلم ينتفعوا بأنفسهم , ولم ينفعوا آباءهم " .



اليك هذه التوجيهات السريعة تستضئ بها في تربية ولدك وفلذة كبدك , فأرع يا رعاك الله لها سمعك وأحضر لها قلبك .

أولاً : من الأمور المهمة أن يغتنم الأبوان مرحلة الصغر والتأثر , لأن الولد في هذة السن صفحة بيضاء .
فكل مولود يولد على الفطرة , ثم يأتي دور الأبوين , فاما أن يكون دوراً مجيداً مشرفاً قائماً بالمسؤولية , واما أن يكون دوراً مخرباً مفسداً لا مبالياً , ويصعب عليهما فيما بعد أن يتداركا الأمر كما قال القائل :

ان الغصون اذ قومتها اعتدلت ...... ولا يلين اذا قومته الخشب .

ثانياً : لابد أن يكون هناك تفاهم قائم بين الزوجين , وأن يتعاونا على التربية الفاضلة , فلا يجوز أن يتلقى الطفل أوامر متناقضة لايدري أيها ينفذ ؟ ويجد لنفسة النصير أن عصى أمر أحد والديه , بحجة طاعته أمر الآخر , لابد أن يكون هناك تنسيق وتعاون وتفاهم بين الوالدين .

ثالثاً : ألا يرى الابن في سلوك أبويه مايخالف النصائح التي سمعها منهما , حتى تكون ثمرة التربية مجدية نافعة , أما الازدواج الذي يقوم بين مايقوله الآباء وبين مايسلكون , فهو من أكبر الانحراف التي تُفسد الناشئة وتجعلهم يشكون في القيم والمثل العليا كلها . وكما قال القائل :

لاتنه عن خلق وتأتي مثله ... عار عليك اذ فعلت عظيم .

رابعاً : ومن أسس تربية الأولاد غرس الروح الدينية في نفوسهم , وتنشئتهم على المخافة من الله تعالى , فان ذلك سبب لاستقامتهم على السبيل السوي الفاضل , وعلى الوالدين أن يشربا الأولاد حب الله وحب الرسول علية أفضل الصلاة والتسليم .

خامساً : ومن أسس تربية الأولاد تعداد الوسائل في تقويمهم , فالضرب في سن محددة وعند الضرورة , وبعد زوال الحدة , ولا يجوز أن يستمر الوالد في الضرب , لأن ذلك قد يؤدي الى مخاطر عظيمة . ومن أهم الملاحظات في هذا المجال أن يتفهم الوالد أولاده عندما يكبرون ويناقشهم , ويحترم شخصياتهم , ولا يستمر في نظرته اليهم على انهم مايزالون صغاراً . ان العقد النفسية بدأت تمزق صدور كثير من الشباب والشابات بسبب تصرف سئ يقوم به احد الأبوين , فلنتق الله في أبنائنا ولنعلم أنهم أكبادنا يمشون على الأرض ..!

سادساً : ومن الأسس الهامة في تربية الأولاد اختيار الرفقاء الصالحين لهم , فالرفيق ذو تأثير كبير , فعلى الأبوين مراقبة الأولاد في أصدقائهم " فالمرء عي دين أخيه " ولذا كان لزاماً على الآباء أن يختاروا الصحبة الصالحة لأولادهم , ونحن في هذة البلاد ننعم بهذة الحلقات المباركة حلقات العلم وحلقات تحفيظ القرآن الكريم , وفيها أخوة يتلقفون من يريد الانضمام اليهم تلقف الأخ لأخية , والمحب لحبيبه , والداعية لمدعوه , فاعملوا على رفقة أولادكم ومصاحبتهم لهؤلاء....


وهنا اضع بين ايديكم كتاب نفيس وهو :- 




ورابط لسماع تربية الأطفال في الإسلام
 

عبد الله بن محمد المطلق




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.